يا سارقي الأحرف ..

يا سارقي الأحرف ..

أما عييتم أنها نزف من الجراح .....
وما هي إلا مدام للأحاسيس ..
وهي الكنز الصغير لصاحبها ..
يفخر باقتنائه ..

يا سارقي الأحرف ..
ما أنتم إلا مختلسي.. للذكريات..
لنزف تجارب مرت بها النفوس ...

وكم هو مؤلم ...
أن كل شي أصبح في عالمنا للسرقة ..
حتى بوح الحروف النازفة من
الفؤاد..

أنتم لم تسرقوا .. أحرفاً مبعثره ..
إنما مفاتيح لذكرى..
عشتها .. بكل أحاسيسي ...
حتى نثرتها من حبر قلمي على ورقي ..

فكيف تجرأتم على عيش ذكرى ليست لكم ..
إنما هي لغيركم..
ولها من القيمة ..
ما تفوق الكنوز في نفس صاحبها ..
فهي لا تقدر بثمن ...

فكفاه .. إنها من بنات أفكاره .. وعصارة كتاباته ..
فهل وصل الاستخفاف بكم ..
حتى تجرأتكم على سرقة ماتضخ به النفوس والعقول ..

ما أقبح فعلكم يا من تتباهون بما ليس ملككم..
فلا تفرحوا بكلمة مديح من هنا وهناك..
لخط يراع ليس لكم ..
ومداد أحرف ملكٌ لغيركم ..

ما أنتم إلا أقزام .. أزعجنا مروركم ..
ويا ليتكم أخطأتم في طريقكم ..
وكفيتم العباد من ضرركم ...

فعندي لكم تذكره إن كانت في عقولكم مكان للبابة ..
وكانت نفوسكم ترتدعُ ..

فلنا يوم نقف أمام رب الخلائق ..
كل يعرف ما له من حق ..
فستعرفون إلى أي منقلب انقلبتم يا سارقي الأحرف ..

فكفاكم ...
فما أقبح فعلكم ..!!!

بدي ردود زي المطر